المجلس الرابع – زايد ومفهوم السعاده

2019-10-07 13:27:03

إدارة الأزمات

كان للشيخ زايد رحمه الله في حل الأزمة مستويان:

ـ إما من خلال المجلس خاصة في النزاعات بين القبائل والمتشاحنين، ويكون ذلك بحضور أطراف النزاع حيث يقوم بإرشادهم ونصحهم حتى يتم فض النزاع ولمّ الشمل..

ـ وإما بإنهاء الأزمة من خلال الحوار الأبوي بالنسبة للأزمات السياسية والاقتصادية أو العرقية حيث يقوم بالحوار الودي الحنون الذي ينبئ عن الشفقة على أصحاب الأزمة، والحرص رجوعهم إلى سالف عهدهم من التقارب والمودة والتعاون والتفاهم؛ فيحل التقارب محل التنافر، والتعاون بدل النزاع، والتفاهم بدل الخصام وشد حبال الأزمة..!!

وقد ساعده رحمه الله على ذلك أنه برز كمستمع ومصلح ووسيط في حل النزاعات، وهي الصفة التي لازمته طوال فترة حكمه؛ فأصبح خير من يساهم في حل الخلافات محليا وإقليميا وعربيا ودوليا، والأزمات العرقية والسياسية التي نشبت، واستطاع حلها والتغلب عليها عددها غير يسير..!

أما بالنسبة لحل أزمة الكوارث الطبيعية فكان يتحرك نحو المناطق التي تضررت بالأمطار أو العواصف ليباشر بنفسه ويقف على حقيقة الأمر، ثم يتصرف التصرف المناسب في الوقت المناسب حتى يتم حل الأزمة على الوجه المطلوب...!

ومن المشاهد التي لا تنسى موقف خاص بالعائلة حيث كنا صغارا وأصابت المنطقة رياح فسقط الباب على الوالدة فأصيبت بضربة في الرأس؛ فخرج الوالد من المنزل فإذا بالشيخ زايد يمر قريبا من منزلنا فأوقف سيارته وسأل الوالد عن الأمر فأخبره أن أم الأولاد أصيبت فخصص لها سيارة، وكان عنده سيارتان: واحدة هي سيارته الخاصة، والأخرى للحرس؛ فخصص سيارة الحرس لنقل الوالدة إلى المستشفى وأمر بإبقاء السيارة لنقل الوالدة يوميا إلى المستشفى، وأمر كذلك الوالد أن يطمئنه على حالتها، وبعد يومين التقى الوالد بالشيخ زايد في مدينة العين فأبلغه أن الوالدة بخير وأن أبناءه يدعون له فحمد الله..

 فزايد كان حقا الوالد لأبناء شعبه، وهناك الكثير والكثير من القصص الواقعية سيتم التطرق إليهافي كتاب "زايد وإدارة الأزمات" الذي سنصدره لاحقا إن شاء الله.